الحياة والمجتمع

كيفية إعادة بناء الثقة بعد الخيانة في العلاقات: خطوات لتحقيق التفاهم الحقيقي

الخيانة في العلاقات: كيفية إعادة بناء الثقة وتحقيق التفاهم الحقيقي

انظر حولك، ترى الخيانة السوداء في الكثير من العلاقات، ولكن هل فكرت في إنه هل من الممكن أن تستمر العلاقة بين الشريكين بعد الخيانة؟ وهل يمكن أن تعود الثقة بينهما كما كانت؟ إن الخيانة هي انجذاب عاطفي لأحد الشريكين تجاه شخص آخر بطريقة غير شرعية، وليس لها أي مبرر، وفي الحقيقة لا توجد كلمات قادرة على وصف الخيانة. إن الخيانة مشكلة كبيرة بين الطرفين تؤدي لتدهور العلاقة بينهما، كما قد يكون هناك الكثير من المشاكل كغياب الاهتمام والتفاعل مع الشريك هو سبباً للخيانة.

قد تحدث الخيانة نتيجة العديد من الأسباب فقد تكون سبب مشكلات صحية لإحدى الطرفين، أو فقدان التواصل والتفاهم بين الشريكين، أو غياب المحبة والمودة وفقدان الحنان و عدم الالتزام بالعلاقة.

ومن أنواع الخيانة:

  • الخيانة الجسدية: تعتبر من أقسى أشكال الخيانة التي يتعرض لها الشريك أو الشريكة، و الأكثر إيلاماً في نفس الشريك متلقي الخيانة، لأنها تؤكد بأن العلاقة ليست عابرة.
  • الخيانة الذهنية: وهي التفكير المتواصل بشخص آخر غير شريكه فيبعده هذا التفكير عن التواصل مع شريكه.

وهناك دلائل على الخيانة؛ كالتأخير خارج المنزل، أو إجراء مكالمات هاتفية في الخفاء، أو التقصير في واجباته المنزلية، والاهتمام الزائد بمظهره وملابسه، والعمل الإضافي، والإنفاق الغير مبرر.

وإذا فكرت قليلاً ترى بأن الخيانة لها تأثير كبير على الطرفين، فالطرف الذي يقع ضحية الخيانة يشعر: بالصدمة والغضب وعدم الثقة بنفسه وبالطرف الآخر ويفقد الأمان العاطفي، أما الخائن فيشعر بالندم والخوف من أن الشخص الأخر لن يسامحه.

ولا يقتصر الضرر الذي تسببه الخيانة على الزوجين فقط بل الأطفال هم الأكثر ضرراً في الخيانة الزوجية، فالخيانة بين الشريكين لها تأثير مدمر بالنسبة للصحة العقلية والنفسية للأطفال حتى إن الأطفال يفقدون الثقة بالآخرين ويشعر الطفل بالاكتئاب أو الحزن أو الانفعال أو البكاء. كما إن الأطفال يعانون من قلة اهتمام والديهم كقلة النظافة الشخصية وسوء التغذية بسبب انشغال والديهم بمشكلاتهم. كما إنهم يشعرون بالخوف وعدم الأمان، لأن الآباء هم المثل الأعلى بالنسبة لأولادهم فخيانتهم تخلق صراعا لدى الأولاد بين القيم والواقع. كما إن الدراسات أثبتت بأن أغلب الأطفال الذين يعانون من الخيانة الزوجية لآبائهم يقومون بالخيانة لشريك حياتهم عندما يكبرون.

وتترك الخيانة آثاراً سلبية على العلاقة بين الزوجين؛

  • كالطلاق حيث أكدت الدراسات أن نسبة الطلاق الأكبر بسبب الخيانة.
  • فقدان الثقة الزوجية وسوء الظن به واستمرار الشكوك بخروجه من المنزل واتصالاته حتى بعد توبة الخائن.
  • العنف الزوجي الذي قد يصل إلى حد القتل.
  • فتور العلاقة الزوجية.
  • انحراف الزوج أو الزوجة للانتقام من الطرف الخائن.

كما إن للخيانة تأثير سلبي على الأطفال أيضاً فقد تؤدي إلى انحراف سلوك الأطفال، فخيانة أحد الزوجين تترك آثاراً نفسية واجتماعية على الأطفال.

على الرغم من الألم والمتاعب الذي تسببه الخيانة، إلا أن الخيانة لها إيجابيات – نعم لا تستغرب من الأمر عزيزي المشاهد – فإذا استمرت العلاقة بين الطرفين وتعافى الشخص متلقي الخيانة من هذه الصدمة، فإنه يبحث عن أسباب خيانة الشريك له ويحاول أن يحسن طريقة التعامل ويزيد من الاهتمام ويصبح أكثر هدوءًا وتفكيرا ليتجاوز المشاكل. وفي حال لم تستمر العلاقة فتصبح لديه القدرة على الاختيار الصحيح لشريكه في المرة القادمة وسيتمتع بالذكاء العاطفي.

لاحظ بمجرد أن تعلن خيانة الشريك فأنت على استعداد أن تتخلى عنه وتنهي العلاقة. ولكن ليس بالضرورة أن تؤدي الخيانة بين الشريكين الى إنهاء العلاقة إذا تم التعامل مع الموضوع بهدوء و تفاهم. صحيح أن فترة إعادة العلاقة بعد الخيانة من أصعب الفترات إلا أنه من الممكن إصلاح العلاقة و إعادة بناء الثقة بين الطرفين باتباع العديد من الأساليب والخطوات: عند معرفتك بالخيانة تجنب التسرع في اتخاذ قرار، ولا تسعى للانتقام من الشريك الخائن بتشويه صورته أمام الآخرين من أقارب أو أصدقاء، فهو أمر قد تندم عليه لاحقاً إذا استمرت العلاقة، ففي البداية حدد أسباب الخيانة، وإذا كنت أنت الخائن تحمل المسؤولية وانهي علاقتك الغير شرعية واعترف بذنبك، أما إذا كنت أنت من تعرضت للالخيانة فسامح الطرف الآخر، ولا مانع من الاعتذار فهو يساعد على تقريب المسافة بين الشريكين، ويجب أن تكن صريحاً بالإجابة عن تساؤلات الشريك فيما يخص علاقتك الغير شرعية، ولا بد من التصرف بشفافية وعدم إخفاء أي شيء عن الشريك، كمحتوى الموبايل مثلاً، ومن الضروري تغيير عاداتك لإقناع الشريك بأنك قطعت علاقتك مع الآخر، كالابتعاد عن التغيب عن البيت لفترات طويلة، والأهم أن لا تقلل من مشاعر الطرف الآخر، وحاول امتصاص غضب الشريك، وقم بمبادرات إيجابية كتقديم هدية. وفي حال لم تنجح في إصلاح العلاقة بمفردك لا تتردد بطلب المساعد من صديق أو مستشار قادر على حل المشكلات الزوجية، ولا بد من ترك وقتاً كافياً له للنسيان، فالشريك لن ينسى خيانتك بين يوم وليلة.

فإعادة العلاقة بعد الخيانة ليست بالأمر السهل، ويحتاج إلى الصبر وتحمل المسؤولية، وقد يستغرق وقتاً طويلاً ربما يستغرق سنوات.

ولتعود الثقة كما كانت، يجب التواصل مع الشريك والحوار والنقاش الصريح من أجل حل جميع المشاكل للتوصل إلى التفاهم، وإعادة الثقة والمحبة المتبادلة، ويجب أن يتم ذلك خلال جلسة واحدة بحيث يتم إنهاء موضوع الخيانة من جميع النواحي، بحيث لا يتم العودة إلى الموضوع مرة أخرى بأي شكل من الأشكال وإلى الأبد.

إذاً هناك مجموعة من التحديات العاطفية والنفسية تواجه الشريك بعد الخيانة. كالشعور بالانكسار والخيبة والرغبة بالانعزال والابتعاد عن العلاقات الاجتماعية. ولكن هنا أنت كشخص تعرضت للخيانة اسمح لنفسك بالتعبير عن مشاعر الألم والغضب فهو يعتبر خطوة أولى للتخلص من هذه المشاعر.

ولابد من مشاركة هذه العواطف مع شخص مقرب تثق به أو محترف في مجال الصحة النفسية ليقدم لك الدعم النفسي المناسب لتجاوز هذه الصعوبات وهذا يعتبر خطوة مهمة للتخفيف من العبء العاطفي، فالشخص المقرب ومستشار الصحة النفسية يساعد في تعزيز ثقتك بنفسك والتغلب على الآثار السلبية للخيانة لاستعادة التوازن النفسي.

ويجب التنويه بإن للعلاقات الشخصية تأثير على الخيانة، فيجب الابتعاد عن الصداقات مع الأشخاص السيئين حتى ولو كانوا من الأقارب، ووضع حدود للعلاقات مع الأشخاص لكي لا تؤثر سلباً وتؤدي إلى الخيانة.

وفي الختام بأنه مهما تعددت أسباب الخيانة فيجب الابتعاد عنها أولاً مخافة من الله وثانياً للحفاظ على العلاقة مع الشريك فبدلاً من الخيانة عالج الأسباب والمشاكل مع الشريك التي دفعتك للخيانة. لتستمتع بحياة هادئة صادقة مليئة بالمحبة مع شريك حياتك.

التالي
هل الحب غير المشروط ممكن؟ فهم أعمق للعلاقات الصحية

اترك تعليقاً